"الجامع الصغير من حديث البشير النذير" للحافظ السيوطي والذي وصفه شيخنا بقوله: "فإن كتاب الجامع الصغير من حديث البشير النذير للحافظ السيوطي من أجمع كتب الحديث مادة، وأغزرها فائدة، وأقربها تناولًا، وأسهلها ترتيبًا، فلا غرابة أن سارت به الركبان، وتداولته أيدي العلماء والطلاب في كل زمان ومكان، على اختلاف درجاتهم وتباين مشاربهم وتباعد اختصاصاتهم، فلا يكاد يستغني عنه المحدث فضلًا عن الفقيه والخطيب بله الأديب؛ ولذلك تعددت طبعاته وكثر شراحه. . . "(١).
أقول: ولا يخفى على القارئ -إن شاء اللَّه- أن السيوطي -رحمه اللَّه- قد رأى في جامعه نقصًا لذا عمل عليه ذيلًا سماه "الزيادة على الجامع الصغير" إلا أنه لم يتح له أن يضمها ويضع كل حديث في مكانه المناسب منه كما قال شيخنا.
فجاء من بعده الشيح يوسف النبهاني فضم الزيادة إلى "الجامع الصغير" ومزج أحدهما بالآخر ورتبهما ترتيبًا لا بأس به وسماه "الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير".
قلت: وهو الذي قام شيخنا -رحمه اللَّه- بتخريجه وتحقيقه وقسمه إلى قسمين الأول:"صحيح الجامع الصغير وزيادته" والثاني: "ضعيف الجامع الصغير وزيادته".
وقد قام بطبعه المكتب الإسلامي -جزاه اللَّه خيرًا- فانتفع به الناس، وصار قبلة للباحثين في هذا العصر، فلا يكاد يستغني عنه باحث، وبما أن الكتاب مرتب على حروف المعجم أحوج الباحثين أن يرتب على الأبواب؛ ليسهل الحصول على الحديث، فنهض لذلك الأخ عوني الشريف فرتبه على الأبواب الفقهية، إلا أنه جرد الكتاب من أحكام أحاديثه ومن مصادر تخريجه، وقامت بطبعه مكتبة المعارف الرياض، فجزاهم اللَّه خيرًا.
أقول: وقد مضى على طباعة "صحيح الجامع" سنوات مما أعوز إعادة