النظر فيه مرة أخرى؛ لما جبل عليه البشر من الخطأ والسهو، ولما يتصف به العلم من عدم الجمود، فكيف إذا كان صاحب هذا الكتاب هو محدث العصر وإمام أهل الحديث؟
أقول: وقد كنت وأنا أمضي معه السويعات في مكتبته -رحمه اللَّه- أراه دائم التقليب في الكتاب ضامًا إليه الفوائد وآخر التعليقات، وكنت أنقل ما يُغَيّر من أحكام صحة وضعفًا على نسختي إلى أن مرض شيخنا مرضًا أدخله المشفى، ثم تتابع عليه المرض مما حال بينه وبين مشاريعه إلا إعادة النظر في كتابه هذا، فقد نوى -رحمه اللَّه- أن يختصره ويعيد النظر فيه وكان يقول: هذا مشروع أملاه علي عجزي ومرضي، ولكن المفاجئة أن هذا المشروع الذي أملاه عجز الألباني لا يقوم به كثير من الباحثين الأصحاء الأقوياء؛ مما فتح على شيخنا فوائد وأوقفه على أوهام لم يكن قد انتبه لها مما أدى إلى تغير الاجتهاد في أحكام بعض الأحاديث، وما زالت بعض تلك التعليقات حبيست نسخته ولم يتسن لنا النظر فيها.
وإلى أن ييسر لها من يخرجها لترى ضوء الشمس أحببت أن أرتب صحيح الجامع على الأبواب ثم أنقل آخر ما وقفت عليه من تعديلات واجتهادات لشيخنا مع مراجعة المصادر الأصلية التي ينقل منها السيوطي وبيان ما وقع فيه من سبق قلم ونحو ذلك مما لا ينفك عنه البشر.
والله أسأل أن يبارك في هذا العمل وينفع به كما نفع بأصله إنه سميع مجيب الدعاء.