وأضيف إلى ما سبق ما رُوي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال «سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: تلك صلاة المنافق، يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقرها أربعاً، لا يذكر الله فيها إلا قليلاً» رواه مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي والنَّسائي. ولأحمد ومالك من طريق أنس رضي الله عنه أيضاً بلفظ «تلك صلاة المنافقين، ثلاث مرات، يجلس أحدهم حتى إذا اصفرَّت الشمس وكانت بين قرني شيطان قام نقر أربعاً، لا يذكر الله فيها إلا قليلاً» . ولأحمد رواية ثالثة من طريق أنس بلفظ «ألا أخبركم بصلاة المنافق؟ يَدَعُ الصلاة حتى إذا كانت بين قرني شيطان، أو على قرني الشيطان قام فنقرها نقرات الديك، لا يذكر الله فيها إلا قليلاً» . قوله نقرها نقرات الديك: أي أسرع في الصلاة بسبب تأخره.
ففي هذه الروايات جاءت قرينة جديدة مضافة إلى ما سبق هي في الرواية الأولى «تلك صلاة المنافق» وفي الرواية الثانية «تلك صلاة المنافقين، ثلاث مرات» . وقد ذكرها مالك في روايته هكذا «تلك صلاة المنافقين، تلك صلاة المنافقين، تلك صلاة المنافقين» . وفي الرواية الثالثة «ألا أخبركم بصلاة المنافق؟» . فأي وصف أبلغ في الذم من هذا الوصف؟