للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٢٢) - {قَالُوا يَامُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ}.

وقوله تعالى: {قَالُوا يَامُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ} قال ابنُ عرفة: أي: أهل سَطوةٍ وقَهرٍ.

وقال ابنُ اليزيديِّ (١): {جَبَّارِينَ}؛ أي: عظماء.

وقال الأزهريُّ: {جَبَّارِينَ}؛ أي: عاتين (٢).

وقيل: عِظامُ الأجسام، يُقال: نخلةٌ جبَّارةٌ: طويلةٌ عظيمة.

وقال قتادة: {إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ}؛ أي: أشدَّ منَّا قوَّةً، وأطولَ منا أجسامًا (٣).

وقال الزُّهريُّ (٤): كان عوج الجبَّار في فلسطين، وقد غلبَ عليها كلَّها.

وقال محمد بن إسحاق: كان أهلُ الكتاب يقولون في عوج: إنَّ السَّحابَ كان يكون إلى معقدِ إزارِه، وكان يَضربُ بيدهِ الحوتَ مِن أسفلِ البحر، فيَشويهِ بقَرنِ


(١) هو أبو إسحاق إبراهيم بن يحيى بن المبارك، بصرىّ سكن بغداذ، وكان ذا قدر وفضل، وحظ وافر من الأدب، وكان شاعرًا مجيدًا، سمع من أبى زيد الأنصاري والأصمعي، وله كتاب "ما اتفق لفظه واختلف معناه" و"مصادر القرآن" و"المقصور والممدود"، توفي سنة (٢٢٥ هـ). انظر: "إنباه الرواة" للقفطي (١/ ٢٢٤ - ٢٢٦)، و"بغية الوعاة" للسيوطي (١/ ٤٣٤ - ٤٣٥).
(٢) انظر أقوال ابن عرفة وابن اليزيدي والأزهري في "الغريبين" للهروي (١/ ٣٠٩ - ٣١٠) (مادة: جبر)، ووقع في مطبوعه: "عاتبين" بدل: "عاتين"! وانظر أيضًا "تهذيب اللغة"، للأزهري (١١/ ٥٨).
(٣) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٧٠١).
(٤) في (ف): "الأزهري".