للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وما لي لا أجودُ بسكبِ دمعٍ... وهابيلٌ تَضمَّنهُ الضَّريحُ

أرى طولَ الحياة عَلَيَّ غَمًّا... فهل أنا مِن حياتي مُستريحُ (١)

وروي أنَّ الوحوش والطيور كانت تألَفُ أولادَ آدم، فلمَّا وقعَ هذا نفرَتْ واستوحشَتْ، وهاجَتْ ريحٌ أظلمَتْ لها الدُّنيا، وكان آدمُ في مناسكِ الحجِّ، فقال لجبريل عليه السَّلام: ما هذا؟ فقال: هذا مِن شؤمِ قتلِ ابنكَ قابيل أخاه هابيل، فحزنَ لذلك آدمُ، وبكى، ولم يَضحَك (٢) مئةَ سنةٍ لذلك.

وروي أنَّه لم يَقرَبْ آدمُ بعد ذلك حوَّاء مدَّة حياتِه.

* * *

(٣١) - {فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ}.

وقوله تعالى: {فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ}؛ أي: قتلَ أخاه، ولم يَدْرِ ما يَصْنَعُ به، فأرسلَ اللَّهُ غرابًا يُثيرُ التُّرابَ عليه.


= "بشاشة" من غير تنوين، ورفع: "الوجه المليح" (أو الصبيح) قال أبو حيان في "البحر المحيط" (٨/ ١٦٣ - ١٦٤): وليس بلحن، قد خرجوه على حذف التنوين من "بشاشة"، ونصبه على التمييز، وحذف التنوين لالتقاء الساكنين.
(١) رواه الثعلبي في "تفسيره" (١١/ ٢٨٠ - ٢٨١) (١٢٦٠) (طبعة دار التفسير) دون البيتين الأخيرين، وجاء ذكرهما عن ابن عباس أيضًا في الرواية التالية (١١/ ٢٨٣) (١٢٦١). قال الزمخشري في "الكشاف" (١/ ٦٢٦): وهو كذب بحت، وما الشعر إلا منحول ملحون. وقد صحّ أن الأنبياء عليهم السلام معصومون من الشعر.
(٢) بعدها في (ر): "بعد ذلك"، وفي (ف): "ما يضحك".