للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ذلك المجيء بالدِّلالات لَمُجاوِزون حدَّ الأمرِ والنَّهي، وناقضونَ الميثاقَ بالعصيان والكُفر.

وقال عطاءٌ: أي: يُسرِفون على أنفسهم.

وقال الكلبي أي: لمشركون، فمِن قائلٍ: الملائكةُ بناتُ اللَّه، وقائلٍ: عزيرٌ ابنُ اللَّه، وقائلٍ: المسيحُ ابن اللَّه، وقائلٍ: الأصنامُ شركاء اللَّه.

وقال مقاتل: المسرفون في سفكِ الدِّماء واستحلال المعاصي (١).

* * *

(٣٣) - {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.

وقوله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا} لمَّا ذكرَ عقوبةَ مَن قتلَ نفسًا بغيرِ نفسٍ أو فسادٍ في الأرض، ذكرَ بعدَه عقوبةَ مَن يَسعى بالفساد في الأرض، وهم قطَّاع الطَّريق، وجعلَهم محاربين اللَّهَ ورسوله؛ لأنَّهم يُحارِبون المؤمنين، وهم أولياءُ اللَّه ورسولِه، فشرَّفَهم بجعلِ محاربتِهم محاربتَه ومحاربةَ رسوله، وقال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يقول اللَّه تعالى: من أهان لي وليًّا فقد بارزَني بالمحاربة" (٢)، وهو كقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الأحزاب: ٥٧]، وقال في ضدِّه: {وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الحشر: ٨].


(١) انظر: "تفسير مقاتل" (١/ ٤٧٢).
(٢) رواه البخاري في "صحيحه" (٦٥٠٢) من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه بلفظ: "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب".