للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أوائل سورة البقرة، ومعناه: أن يقتَّلوا، ويُكتفى به إذا كان مِن أحدِهم قتلُ أحدٍ مِن أهل الطَّريق، ويُصَلَّبوا مع ذلك، إذا كان منهم قتلٌ وأخذُ مالٍ، وتُقطَّعَ أيديهم وأرجلهم من خلاف، إذا أخذوا المال، ولم يكن منهم قتلٌ، ويُحبَسوا (١) في السِّجن إذا خَوَّفوا النَّاسَ في الطَّريق، ولم يكن منهم قتلٌ ولا أخذُ مالٍ، وهذا الحبسُ يكون نفيًا عن الأرض معنًى؛ إذ لا يبقى لهم تَقلُّبٌ في الأرض، وقد قال بعض المسجونين شعر:

خرَجنا من الدُّنيا ونحنُ مِن اهْلِها... فَلَسْنا مِنَ الأحياءِ فيها ولا الموْتَى

إذا جاءَنا السَّجَّانُ يومًا لحاجةٍ... عَجِبنا وقُلنا جاءَ هذا مِن الدُّنيا (٢)

وقوله تعالى: {ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا}؛ أي: فضيحةٌ، و {ذَلِكَ} إشارةٌ إلى المذكورِ قبلَه.

وقوله تعالى: {وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}؛ أي: مع عقوبةِ الدُّنيا.

وقال الكلبيُّ عن أبي صالح عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: إنَّ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وادعَ هلالَ بنَ عويمر -وهو أبو بردةَ الأسلميُّ- على ألَّا يعينَه، ولا يعينَ عليه، ومَن أتاهُ مِن المسلمين فهو آمن من (٣) أنْ يُهاج، فمرَّ أناسٌ مِن بني كنانة يُريدون الإسلام بأناسٍ من (٤) أسلمَ من قوم هلال،. . . . . . .


(١) في (ر) و (ف): "أو يحبسوا".
(٢) اختلف في نسبتها، فنسبها الجاحظ في "المحاسن والأضداد" (ص: ٣٧ - ٣٨) لعبد اللَّه بن معاوية بن عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب، ونسبت في "أمالي المرتضى" (١/ ١٤٥)، و"معجم الأدباء" (١/ ٣٣١)، و"إنباه الرواة" (١/ ٩٧) لصالح بن عبد القدوس، ونسبها ابن عبد البر في "بهجة المجالس" (٣/ ١٠٧ - ١٠٨) لعلي بن الجهم.
(٣) لفظ: "من" ليس في (ف).
(٤) تحرفت في النسخ الخطية إلى: "ممن".