وقوله تعالى:{مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ}؛ أي: صدَّق (١) بما تَقدَّمه من نزول التوراة أنَّها حقٌّ، وأنَّها مِن عند اللَّه، وأنَّ العملَ بها واجبٌ عليهم إلى ورود نَسخِ ما نُسِخَ منها.
وقوله تعالى:{وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ} أي: وجعلنا الإنجيلَ موافقًا لما تَقدَّمَهُ مِن التَّوراة في أصل التَّوحيد والطَّاعة.
وقوله تعالى:{وَهُدًى}؛ أي: هاديًا إلى الحقِّ، مُرشِدًا إليه، {وَمَوْعِظَةً}؛ أي: واعظًا، {لِلْمُتَّقِينَ} خصَّهم بها؛ لانتفاعِهم بها، كما قال في أول سورة البقرة:{هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}[البقرة: ٢] مصدران بمعنى النعتين، فوصف الكتابَ بها بطريق التَّسبيب.