للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأصله: الوَقْوَى، الواوُ الأولى أصلية، والثانيةُ زائدةٌ، والياءُ لامُ الفعل، ووزنه: فَعْوَل.

ويقال: هي (١) على وزن فَعْلَى، فالواو الثانيةُ (٢) على هذا لامُ الفعل، والياء الأخيرةُ زائدة.

والأوجَه هو الأولُ؛ لأن الكلمة يائية فلا تُجعل لامُها واوًا، بخلافِ الشَّكوى والدعوى؛ فإنهما واويَّتان. وإنما صارت الواو الأولى ياءً بناءً على صيرورتها ياءً في قولك: اتَّقى يتَّقي؛ لأن أصله: اوْتَقَى، فصارت الواوُ ياءً لكسرةِ ما قبلَها كما في الميعاد والميزان (٣) والميراث، ثم جُعلت الياء تاءً وأُدغمتِ الأولى في الثانية طلبًا للتلاؤم (٤) وتوقِّيًا عن التنافُر، ثم بُني الاسم على هذا الفعل فقيل: التَّقوى، كما في التُّخَمة من اتَّخَم، وأصلُها: وُخَمة، وكذلك التُّهَمة والتُّكَأة (٥) والتُّكْلان والتُّراث والتُّجاه توهُّمًا أنها أصليةٌ.

ثم التَّقوى قسمان: أصل وفرع، فالأصل: الإيمان، وهو اتِّقاءٌ عن الكفر، والفرعُ: هو اتقاءٌ (٦) عن الذنوب، فبالأول: النجاة من العذاب المؤبَّد، وبالثاني: النجاة من العذاب المؤقَّت.

أما التقوى التي هي إيمانٌ: ففي مثلِ قوله تعالى: {وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا


(١) في (أ): "هو".
(٢) في (أ): "والواو الثانية" وفي (ر): "قالوا والثانية".
(٣) في (ر): "والميزاب".
(٤) في (ف): "للتلازم".
(٥) في (ر): "والتكلة".
(٦) في (أ): "الاتقاء".