للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بعلماء الأمَّة، والشفقةُ على العامَّة، واحترامُ الخاصَّة، وتعظيمُ أهل السنَّة، وأداءُ الأمانة، وإظهار الصِّيانة، والإطعام والإنعام، وبِرُّ الأيتام، وصِلَةُ الأرحام، وإفشاءُ السلام، وصدقُ الاستسلام، وتحقُّق (١) الاستعصام، والزُّهد في الدنيا، والرغبةُ في العُقبى، والموافقةُ للمولى، ومخالفةُ الهوى، والحذر من لظى، وطلبُ جنة المأوَى، وبثُّ الكرم، وحفظ الحرم، والإحسانُ إلى الخدم، وطلب التوفيق، وحفظُ التحقيق، ومراعاةُ الجارِ والرفيق، وحُسن المَلَكة في الرقيق. وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، فمَن استكمَل الوفاءَ بشُعب الإيمان نال بوعدِ اللَّه كمالَ الأمَان، وهو الذي (٢) قال اللَّه تعالى فيه: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام: ٨٢].

وقوله تعالى: {بِالْغَيْبِ}: هو في اللغة: نقيضُ الشهادة، وقد غاب فلانٌ عنا غَيبةً، وغابت الشمس -أي: غرَبتْ- غيبوبةً، وغيابتُ الجبِّ: كالطاقِ في البئر، والغِيبةُ: ذكرُ عيوب الإنسان (٣) في الغَيبة.

واختُلف في تفسيره هاهنا:

فقال سعيد بن جبير رضي اللَّه عنه: أي: يؤمنون باللَّه.

وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: أي: يصدِّقون الرسل.

وقال ابنُ جريج: أي: يؤمنون بالوحي من قوله: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} [التكوير: ٢٤] معناه: وما هو (٤) على الوحي.


(١) في (ر): "وتحقيق".
(٢) في (ر): "وقد"، بدل: "وهو الذي".
(٣) في (أ): "الناس".
(٤) "وما هو": ليس في (ف).