للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وبمعنى الغَيبة: قال تعالى: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ} [يوسف: ٥٢].

والتلفيقُ (١): أن اللَّه تعالى أخبر أنه عالمُ الغيب، ولا يعلم غيرُه الغيبَ؛ فإنه قال: {لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النمل: ٦٥].

وذكَر أن عنده مفاتحَ الغيب، وقال لرسوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ} [الأنعام: ٥٠].

وذكَر أن الجنَّ علِموا أنهم لا يعلمون الغيبَ بقوله تعالى: {فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ} [سبأ: ١٤].

وقال تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ} [آل عمران: ١٧٩].

وأَخبر أنه هو الذي أَخبر رسولَه بالغيب بقوله تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ} [آل عمران: ٤٤].

ووبَّخ الكفار بقوله تعالى: {أَطَّلَعَ الْغَيْبَ} [مريم: ٧٨]، وبقوله تعالى: {أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ} [الطور: ٤١].

وأَمر بالثناء عليه به بقوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ} [الزمر: ٤٦].

ومدَح المؤمنين بالإيمان بالغيب، وبالخوف بالغيب، وبالخشية بالغيب، وبالنُّصرة بالغيب، بقوله: {يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [البقرة: ٣]، {لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ} [المائدة: ٩٤]، {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ} [ق: ٣٣]، {وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ} [الحديد: ٢٥].


(١) في (ر): "والتحقيق".