للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فالظاهر: الخشوعُ؛ لقوله تعالى: {فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: ٢]، والتقوى؛ لقوله تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: ٢٧]، وتركُ أكلِ (١) الحرام، وقولِ اللغو، والكسلِ والإبطاء.

وأما الباطنُ: فالإخلاصُ، والتفكُّرُ، والخوفُ، والرجاءُ، ورؤيةُ التقصير، والمشاهَدةُ.

والسادس: قولُ القشيري: إقامتُها: القيام بأركانها وسُننِها، ثم الغَيبةُ عن شهودها برؤيةِ مَن يصلِّي له (٢)، يقول اللَّهُ تعالى: "أنا أغنَى الشركاءِ عن الشِّرك، فمَن عَمِلَ لي عَمَلًا وأَشْرَكَ فيه غيري فهو له وأنا منه بريءٌ" (٣).

وعن أبي بكرٍ الشِّبْليِّ رحمه اللَّه أنه قال: لو نظر قلبي في الصلاة إلى العُقبى توضَّأْت، ولو نظر (٤) إلى الدنيا اغتَسلْت.

وقال اللَّه تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: ١ - ٢] والخشوع: سكون الظاهر والباطن، فلا يَصرف شيئًا من أعضائه إلى غير السنَّة، ولا شيئًا من باطنه إلى غير القُربة.

وقال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- حين رأى رجلًا يعبثُ بلحيته في الصلاة: "أمَا لو خَشَعَ قلبُ هذا لخشَعَتْ جَوارِحُه" (٥).


(١) "أكل": ليست في (ف).
(٢) انظر: "لطائف الإشارات" (١/ ٥٧).
(٣) رواه مسلم (٢٩٨٥)، وابن ماجه (٤٢٠٢) واللفظ له، من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه.
(٤) في (ر): "نظرت".
(٥) رواه الترمذي الحكيم في "نوادر الأصول" (٣/ ٢١٠) من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه مرفوعًا، وسنده ضعيف كما قال العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (١/ ١٠٥)، قلت: فيه سليمان بن =