للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الفرَّاء: لم يكونوا ليؤمنوا لك يا محمَّد بما كذَّبوا به في الكتاب الأوَّل. يعني: اللَّوح المحفوظ (١).

وقال الإمام الزَّاهد أبو منصور رحمه اللَّه: ويحتمِل: بما كذَّبوا به مِن قبلِ بعثِ الرَّسول، ويكون دليلًا على أنَّ أهل الفترة يُؤاخذون بالتَّكذيب في حالِ الفترة.

ويحتمِل: {فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا} (٢) بعد إتيان البيِّنات {بِمَا كَذَّبُوا بِهِ} مِن قبلِ إتيان البينات (٣).

وقال الإمام القشيريُّ رحمه اللَّه: قصَّ اللَّهُ تعالى عليه نبأَ الأوَّلين، وشرح له أحوال جميع الغابرين، ثمَّ فضَّلَه على كافَّتهم أجمعين، فكانوا نجومًا وهو البَدر، وكانوا أنهارًا وهو البَحر، به انتظم عقدُهم، وبنورِه أشرقَ نهارُهم، وبظهورِه خُتِمَ عددُهم، فكان كما قيل:

يومُك وجهُ الدَّهر مِن أجلِه... حَنَّ غَدٌ والتَفَتَ الأمْسُ (٤)


= تعالى: {تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ} [الأعراف: ١٠١] بلفظ: (فما كان أولئك الكفار ليؤمنوا عند إرسال الرسل بما كذبوا من قبل يوم أخذ ميثاقهم حين أخرجهم من ظهر آدم فآمنوا كرهًا وأقروا باللسان وأضمروا التكذيب). وانظر: "تنوير المقباس" للفيروزآبادي (ص: ١٣٤).
(١) انظر: "معاني القرآن" للفراء (١/ ٤٧٤).
(٢) بعدها في (ر) و (ف): "به".
(٣) انظر: "تأويلات أهل السنة" للماتريدي (٦/ ٧١).
(٤) انظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (٢/ ١١٠)، والبيت عنده بلفظ:
يوم وحسب الدهر من أجله... حيّا غد والتفت الأمس
والبيت لابن الرومي كما في "ديوانه" (٢/ ١٩٩)، و"التذكرة الحمدونية" (٤/ ١٧٠)، و"الدر الفريد" للمستعصمي (٨/ ٢٦٥)، وصدره عندهم: =