للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تعالى: {فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى} [طه: ٧٥]، وفي الحديث: "يقال لصاحب القرآن"، أي: لقارئه (١): "اقرأْ وارْقَ" (٢).

ويكون في معنى التَّبْوِئة: قال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا} [المؤمنون: ٢٩].

ويكون بمعنى التضييف: قال تعالى: {وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} (٣) [يوسف: ٥٩]؛ أي: المضَيِّفين.

ويكون في معنى مراعاةِ الشيء على (٤) محلِّه ومَنزله: قال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَنْزِلوا النَّاسَ على منازلهم" (٥)؛ أي: احترِموهم على أقدارهم.

ويكون بمعنى الوحي: كما قال تعالى في هذه الآية: {بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ}، فإنْ (٦) حُمل على الإنزال الذي هو من العلوِ إلى السفلِ فمعناه: إنزالُ جبريل لتبليغه، كما قال تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} [الشعراء: ١٩٣]. والتنزيلُ للتكريرِ والتكثيرِ من الإنزال.

ثم معنى: (ما أنزل إليك) هو (٧): القرآنُ الذي يُتلى، والوحيُ الذي لا يُتلى،


(١) في (أ): "أي لقارئ القرآن" و (ف): "أي قارئه".
(٢) رواه أبو داود (١٤٦٤)، والترمذي (٢٩١٤) وصححه، وابن حبان في "صحيحه" (٧٦٦)، من حديث عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما.
(٣) في (ف): " {وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} " وهي الآية (٢٩) من سورة المؤمنون.
(٤) في (أ): "عن".
(٥) لم أجده، وروى عبد الرزاق في "المصنف" (٢٠٠٥٨) عن معمر عن قتادة: أن عمر بن الخطاب حين طعن قال: (أوصي الخليفة من بعدي خيرًا، وأوصيه بالمهاجرين خيرًا، أن يعرف حقوقهم، وأن ينزلهم على منازلهم. .).
(٦) في (ف): "وإن".
(٧) في (ر): "أي".