للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال ابن عباسٍ رضي اللَّه عنهما: هم اليهودُ الذين أمَروهم بالتكذيب (١).

وقال ابن مسعودٍ رضي اللَّه عنه: هم رؤساؤهم في الكفر (٢).

وقال الضحَّاك: هم كَهَنتُهم (٣).

وهم في قريظة: كعبُ بنُ الأشرف، وفي بني أسلم (٤): أبو بُردة، وفي جُهينة: عبدُ الدَّار، وفي بني أسد: عوفُ بنُ عامرٍ، وفي الشام: عبد اللَّه بن السَّوداء (٥).

وكانت العربُ تعتقدُ فيهم أنهم مُطَّلعون (٦) على الغيب، ويعرفون الأسرار، ويُداوون المرضى (٧)، وليس من كاهنٍ إلا وعند العرب أنَّ معه شيطانًا يُلقي إليه كهانَتَه.

وسُمُّوا شياطينَ لبُعدهم عن الحقِّ، فإنَّ الشُّطُونَ: هو البُعد، ولعُتوِّهم وتَمرُّدهم،


(١) رواه الطبري في "تفسيره" (١/ ٣٠٦) من طريق الضحاك عن ابن عباس، و (١/ ٣٠٧) من طريق محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس. والضحاك لم يسمع من ابن عباس، ومحمد بن أبي محمد مجهول.
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (١/ ٣٠٧) من طريق السدي عن أشياخه عن ابن مسعود وابن عباس. وهذا إسناد متكلم فيه كما سيأتي عند تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
(٣) أورده ابن الجوزي في "زاد المسير" (١/ ٣٥).
(٤) في (أ) "حليم"، وفي (ر) و (ف): "سليم"، والمثبت من المصادر وستأتي.
(٥) أورده السمرقندي في "تفسيره" (١/ ٥٥) عن الكلبي، وذكره الثعلبي في "تفسيره" (١/ ١٥٦)، والبغوي في "تفسيره" (١/ ٦٧)، والخازن في "تفسيره" (١/ ٢٨) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما. ولعله من رواية الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، ومثل هذا كثيرًا ما يرد عند بعضهم عن الكلبي وعند آخرين عن ابن عباس.
(٦) في (أ): "يطلعون".
(٧) في (أ): "الأمراض".