للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فإنَّ الشيطان: هو العاتي المُتمرِّد، ولأنَّ الشياطينَ قُرناؤهم فسُمُّوا بقُرنائهم، ولأنَّ مَن شابَهَ أحدًا سُمِّي به، ولمَّا كان هؤلاء على صفة الشياطين سُمُّوا بهم، ولذلك قال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- لمَن رآه يَتْبع حمَامًا: "شيطانٌ يَتْبعُ شيطانًا" (١).

وقال للمارِّ بين يدي المُصلِّي: "فلْيُقاتِلْه؛ فإنه شيطانٌ" (٢).

وقال نسوةٌ في المدينة ليوسف: {مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ} [يوسف: ٣١] لمَّا رأينَه بصفة المَلَك.

وقال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: علماءُ أمَّتي كأنبياءِ بني إسرائيل (٣)، لمَّا كانوا بصفتهم.

فعلى العاقلِ أن يتَّصف بصفةِ الملائكة والأنبياء، ولا يتَّصفَ بصفة الشياطين والأغوياء (٤).

وقوله تعالى: {قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ}: (مع) كلمةُ قِران، يقال: جاء زيدٌ مع عمرٍو؛ أي: مقترِنًا به، وفيه لغتان: تحريكُ العين وتسكينُها، قال الشاعر:


(١) رواه أبو داود (٤٩٤٠)، وابن حبان في "صحيحه" (٥٨٧٤)، من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، ورواه ابن ماجه (٣٧٦٤) و (٣٧٦٥) و (٣٧٦٦) و (٣٧٦٧) من حديث عائشة وأبي هريرة وعثمان وأنس رضي اللَّه عنهم، وهو حديث حسن.
(٢) رواه البخاري (٥٠٩)، ومسلم (٥٠٥)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه.
(٣) ذكره ابن حجر الهيتمي في "الفتاوى الحديثية" (ص: ١٩٩) ونقل عن الدميري قوله: هذا الحديث لا يُعرف له مَخرَج، لكن في "صحيح البخاري": "العلماء هم ورثة الأنبياء". وانظر: "المقاصد الحسنة" للسخاوي (ص: ٤٥٩).
واللفظ الذي نسبه للبخاري ذكره في "صحيحه" في (كتاب العلم)، (باب: العلم قبل القول والعمل) تعليقًا، ورواه أبو داود (٣٦٤١)، والترمذي (٢٦٨٢)، وابن حبان في "صحيحه" (٨٨)، من حديث أبي الدرداء رضي اللَّه عنه.
(٤) في (أ): "الأغوياء".