للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}: فمَدُّ الحبل: جَرُّه، ومَدُّ النَّهار: ارتفاعُه، ومَدُّ الظِّلِّ: بَسْطُه، ومَدُّ العيش: تَطويلُه (١)، ومَدُّ النَّهر: ازديادُ مائه، وزيادةُ نهرٍ آخر في مائه، لازمٌ ومُتعدٍّ، ومَدُّ الألف والواو والياء: تطويلُها، ومديدُ القامة: طويلُها، ومَدُّ الدَّواة وإمدادُها: إلاقتُها بالمِداد، وإمدادُ الجيش: إلحاقُ المَدَد به.

وذكروا في الفرق بين مَدَّ وأمَدَّ ثلاثةَ أوجهٍ:

قال يونس: مَدَدْتُ في الشَّرِّ، وأمْدَدْتُ في الخير (٢).

وقال الفرَّاء: مَدَدْتُ فيما كانت الزيادةُ منه؛ كمدِّ النهر، والإمدادُ فيما كانت الزيادةُ من غيره؛ كإمداد الجيش (٣).

وقال الأخفش: المَدُّ: التَّرك، والإمداد: الإعطاء، قال تعالى: {وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا} [مريم: ٧٩]، وقال: {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ} [الحج: ١٥]، وقال تعالى: {فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا} [مريم: ٧٥]، وقال تعالى: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ} [المؤمنون: ٥٥]؛ أي: نعطيهم.

وأما تفسيره هاهنا:

فقد قيل: {وَيَمُدُّهُمْ} أي: يتركهم.

وقيل: أي: يُخلِّيهم (٤).

وقيل: يُطَوِّلُهم (٥).


(١) في (ر): "تبوئته".
(٢) أورده الطبري في "تفسيره" (١/ ٣١٩).
(٣) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٢/ ٣٢٩).
(٤) في (ف): "نخليهم". وكلمة "أي" ليست في (أ) و (ف).
(٥) في (أ): "يطيلهم"، وفي (ف): "نطيلهم".