للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المارة بهم، ثم يكون الصادر كالبرق (١)، ثم يكون الصادر كالطير، ثم يكون الصادر كشدِّ (٢) الفرس، ثم يكون الصادر كشدِّ الراحلة (٣)، ثم يكون الصادر كأشد الرجال، ثم يكون الصادر كالماشي، فآخِرُ (٤) مَن ينجو أن يحبوَ حبوًا" (٥).

وعن سعيد بن أبي هلال قال: بلغَنا أن الصراط يكون على بعض الناس أدقَّ من الشعر، وعلى بعض الناس مثلَ الوادي الواسع (٦).

ثم فائدةُ إدخال المؤمنين النارَ مع أن اللَّه تعالى يَقيهم حرَّ النار: تشديدُ الحسرة على الكفار بدخولهم فيها وتعذيبِهم بها وبقائهم فيها.

وعن جابر رضي اللَّه عنه قال: سألتُ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عن هذه الآية فقال: "لا يبقى بَرٌّ ولا فاجر إلا دخلها، ثم تبردُ على المؤمنين كما كانت بردًا وسلامًا على إبراهيم" (٧).

وبعض الناس جعل هذا الورود حضورًا، وهو كقوله: {ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ


(١) "بهم ثم يكون الصادر كالبرق" ليس في (أ) و (ف).
(٢) في (ر) و (ف): "كأشد".
(٣) في (ر) و (ف): "ثم يكون كأشد الراحلة".
(٤) في (أ): "كمشي الرجل وآخر"، بدل: "كأشد الرجال ثم يكون الصادر كالماشي فآخر".
(٥) رواه بنحوه الترمذي (٣١٥٩)، والحاكم في "المستدرك" (٣٤٢١) (٨٧٤١) وقال: صحيح على شرط مسلم. وقال الترمذي: حديث حسن، ورواه شعبة عن السدي فلم يرفعه. ثم رواه الترمذي (٣١٦٠)، والحاكم في "المستدرك" (٨٧٤٢) (٨٧٤٣) من طريق شعبة موقوفًا على ابن مسعود وعقَّباه بقول شعبة: سمعته من السدي مرفوعًا ولكني عمدًا أدعه.
(٦) رواه ابن المبارك في "الزهد" (٤٠٦ - زوائد نعيم).
(٧) رواه الإمام أحمد في "المسند" (١٤٥٢٠) من حديث جابر رضي اللَّه عنه، وإسناده ضعيف؛ لجهالة أحد رجال الإسناد.