للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل: هو مرور الكلِّ على الصراط، وسلامةُ المؤمنين وسقوط الكافرين.

روي عن كعب أنه قال: إن جهنم يُجاء بها يوم القيامة كأنها متنُ إهَالةٍ يعلوها البَرُّ والفاجر، فيقول اللَّه تعالى: خذي أولياءك ودعي أوليائي لي، فلهيَ (١) أَعرَفُ بهم من الأم بولدها، فتأخذهم وينجو المؤمنون منها نديَّةً ثيابهم، وهو قولُ اللَّه عز وجل (٢): {عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (٧١) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} (٣).

وعن خالد بن مَعْدَانَ أنه قال: إن المؤمنين يقولون: ألمْ يَعدْنا ربُّنا أنَّا نردُ النار، فقيل لهم: بلى ولكنكم مررتُم بها وهي خامدةٌ (٤).

وسُئل السدي عن هذه الآية فقال: حدثني مرةُ الهمداني عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "ليس أحدٌ من الناس إلا سيَرِدُ النار (٥)، ثم يَصْدُرون منها بأعمالهم، فيكون أولُ صادر كلمح البصر، ثم يكون الصادر كالريح


(١) في (ر) و (ف): "قالت إني"، بدل: "لي فلهي".
(٢) في (أ): "كقوله" بدل: "وهو قول اللَّه عز وجل".
(٣) رواه ابن المبارك في "الزهد" (٤٠٥ - زوائد نعيم)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٤١٧٢)، والطبري في "تفسيره" (١٥/ ٥٩٣)، وابن قتيبة في "غريب الحديث" (٢/ ٤٩٩)، ومن طريقه الدينوري في "المجالسة" (٧٠٢). وقال ابن المبارك في "شرح متن الإهَالة" كما في "الغريبين" للهروي و"مجمع الغرائب" لعبد الغافر الفارسي (مادة: أهب): أمَا تَرَى الدَّسَم إذا جَمَدَ على رأس المَرَقة. وقال غيره: مَتْنُ الإهالة: ظهرُها إذا سكنتْ في الإناء، شَبَّهَ كعبٌ سكونَ جهنم بالنار قبل أنْ يَصِيرَ الكافرُ فيها بسكون ظهرِ الإهالةِ. والإهالة: الدهن مما يؤتدم به، أو الدسم الجامد، أو ما أذيب من الألية.
(٤) رواه ابن المبارك في "الزهد" (٤٠٧ - زوائد نعيم)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٥٤٢٩)، والطبري في "تفسيره" (١٥/ ٥٩٢)، وأبو عبيد في "غريب الحديث" (٤/ ٣٤٧)، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" عقب الخبر (٣٧٣).
(٥) في (ر) و (ف): "سيردها".