للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سقوطًا (١)، وقال الفراء: كسرًا (٢)، وقال قطرب: زلزلةً وكسرًا، وقال الكسائي: رضًّا.

وقال الخليل: هدمًا مع صوتٍ شديد، والهدَّة: صوت شديد يُسمع من سقوطِ ركنٍ أو ناحيةِ جبل (٣).

وهذه الأشياء تكون عند قيام الساعة وزوالِ بناء العالم؛ قال تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} [الانفطار: ١]، وقال جل جلاله: {رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (٤) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا} [الواقعة: ٤ - ٥]، فكأنه قال: كاد العالم ينتقِضُ لفظاعةِ ما قالوا.

* * *

(٩١ - ٩٢) - {أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (٩١) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدً}.

وقوله تعالى: {أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا}: أي: لِأَنْ سمَّوا له ولدًا وأضافوه إليه.

وقوله تعالى: {وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا}: أي: وما يصلُح هذا.

* * *

(٩٣) - {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}.

قوله {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}: أي: ليس أحدٌ من أصناف الخلق من الأنبياء والملائكة والجنِّ والإنس والشياطين وغيرهم إلا وهو يأتي عبدًا يوم القيامة، وإذا كانوا عبيدَه وقد خلقهم فكيف يكون أحدٌ مثهم ولدًا له.

وبهذه الآية نقول: إذا ملك الأب ولده عتَق عليه؛ لأنه لا يجتمع البنوة والعبودية.

* * *


(١) انظر: "غريب القرآن" لابن قتيبة (ص: ٢٧٦).
(٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٢/ ١٧٣).
(٣) انظر: "العين" (٣/ ٣٤٧).