للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عَدَسْ ما لعبَّادٍ عليكِ إمارةٌ... نجَوْتِ وهذا تحمِلِينَ طليقُ (١)

أي: وهذا الذي تحملين، وعدس زجرٌ للبغلة، وهو كقولك: أنت الرجل أحبُّك؛ أي: الرجل الذي أحبُّك.

وقيل: الحكمة في هذا السؤال بسطُه، فقد كانت الهيبة قبضَتْه.

وقالوا: إنما قال: {بِيَمِينِكَ} ولم يقل: بيدك؛ لأنه كان في يساره خاتم، فلو أَجمل لعَيِيَ في الجواب للاشتباه (٢).

* * *

(١٨) - {قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى}.

وقوله تعالى: {قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا}: أي: أعتمِدُ عليها إذا مشيتُ وإذا وقفتُ لرعي الغنم.

وقوله تعالى: {وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي}: أي: أخبط ورق الشجر.

وفي الخبر: كان للعصا شعبتان، فإذا طالت الشجرة تناول غصنها بالشُّعبتين فلويها (٣).


(١) البيت ليزيد بن مفرغ الحميري. انظر: "الجمل في النحو" للخليل (ص: ١٨٠)، و"معاني القرآن" للفراء (٢/ ١٧٧)، و"البغال" للجاحظ (ص: ٥٩)، و"الشعر والشعراء" (١/ ٣٥٢). وكان الشاعر هجا عباد بن زياد والي سجستان فسجنه، فأمر الخليفة معاوية رضي اللَّه عنه فأطلق، وقدمت إليه بغلةٌ ليركبها.
(٢) انظر: "لطائف الإشارات" (٢/ ٤٤٨).
(٣) قوله: "فلويها" كذا في (أ) و (ر)، وسقطت من (ف). والصواب: فلواها، فقد ذكر الواحدي في "البسيط" (١٤/ ٣٨١) نحوه عن وهب، وفيه: فإذا طال الغصن حناه بالمحجن، وإذا أراد كسره لواه بالشعبتين.