للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الإحراق لو دنا منها، وذهب الانتفاعُ بحرِّها في البرد وإصلاحِ الأغذية بها بذهاب البصر، وأمَّا في الآخرة فما ذكرنا من جواب المؤمنين لهم عند اقتباس النور، وضحك المؤمنين منهم وهم في النار (١).

* * *

(١٨) - {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ}.

وقوله تعالى: {صُمٌّ}: الصَّمَم: انسداد خروقِ المسامع، والأصمُّ: الصخر الأملس، والجَذْرُ الأصمُّ: أصل الحساب الذي لا يَصل إلى معرفته العِباد، والقناة الصَّمَّاء: التي ليست بمجوَّفةٍ، والصَّمَّاء: الداهية، والصِّمَّة: الشجاع، والصِّمَّة: الأسد، وقارورةٌ مصمومةٌ؛ أي: مسدودةٌ، وصِمَامُها: سِدَادُها.

وأصلُ كلِّه: السدُّ والشدُّ، والأصمُّ: النعتُ من الصَّمَم، وجمعُه: الصُّمُّ، وكذا كلُّ أَفْعَلَ كان نعتًا ممَّا هو خِلْقة فجَمْعُه: الفُعل، ومِثْلُه: البُكْمُ والعُمْي، فإن كان اسمًا فعَلَى الأفاعل يُجمع، كالأرنب والأرانب، والأعجم والأعاجم، فإن كان نعتًا مما هو آفَةٌ فعلى الفَعلى؛ كالأَعجَف والعَجْفى، والأحمق والحَمْقى.

وقوله تعالى: {بُكْمٌ}: فالبَكَمُ (٢): هو الخَرَس، وهو آفَةٌ في اللسان لا يتمكَّن معها أن يعتمد مواضعَ الحروف.

وقيل: الأبكمُ هو الذي يُولد أخرسَ.

وقيل: هو الخَرَس مع ذهاب الفؤاد.


(١) انظر: "تأويلات أهل السنة" (١/ ٣٩٠ - ٣٩١).
(٢) في (أ): "البكم".