للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فمَن قرأ {إِنْ} بالتخفيف فمعناه: (ما)؛ أي: ما هذان لساحران؛ أي: إلا ساحران (١).

وتشديد {هذانِّ} من قراءة (٢) ابن كثير للفرق بين الأسماء المتمكِّنة وغيرِ المتمكنة في التثنية.

فأما تشديد {إِنَّ} والألف في {هَذَانِ} وهو المكتوب في المصاحف (٣) وعليه أكثر القراء، فله وجوه:

أحدها: أنه على لغة كنانةَ وبني الحارث بن كعب: أنهم يجعلون التثنية بالألف على كلِّ حال، فيقولون: جاءني الرجلان، و: رأيت الرجلان، و: مررت بالرجلان؛ قال شاعرهم:

فأَطْرَق إطراقَ الشجاعِ ولو يَرَى... مساغًا لناباه (٤) الشجاعُ لصمَّما (٥)


(١) قوله: "إلا ساحران" يعني: أن اللام على هذا الوجه -الذي تكون فيه (إن) نافية بمعنى (ما) - تكون بمعنى: (إلا) وهو قول الكوفيين، قال السمين في "الدر المصون" (٨/ ٦٤): أمَّا الكوفيون فيزعمون أنَّ (إنْ) نافيةٌ بمعنى (ما)، واللامُ بمعنى (إلَّا)، وهو خلافٌ مشهورٌ، وقد وافقَ تخريجُهم هنا قراءةَ بعضِهم: (ما هذانِ إلا ساحران).
(٢) "قراءة" من (ف).
(٣) كذا قال، وقد تقدم عن أبي عبيد أنها في الإمام: (هذن) بغير ألف، وكذا ذكر الداني في "المقنع في رسم المصاحف" (ص: ٢٤).
(٤) في (أ): "لباباه"، وفي (ر): "لناتاه"، وفي (ف): "لناناه"، والصواب المثبت.
(٥) البيت للمتلمس بن عبد المسيح الضبعي، كما في "العين" (٧/ ٩٢)، و"الأصمعيات" (ص: ٢٤٦)، و"الشعر والشعراء" لابن قتيبة (١/ ١٧٨)، و"تهذيب اللغة" (١٢/ ٩٠)، ونسبه ابن السيد في "الحلل" (ص: ٢٨٥) لعمرو بن شاس الأسدي، ودون نسبة في "معاني القرآن" للفراء (٢/ ١٨٤). ورواية الخليل والأصمعي: (لنابيه).