للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لكلِّ ملَكٍ منهم وجهُ إنسانٍ ووجهُ ثورٍ ووجهُ أسدٍ ووجهُ نسرٍ، فإذا حرَّكوا أجنحتهم فهو البرق.

وعلى كلِّ هذه الأقاويل: الرعدُ والبرقُ المذكوران في هذه الآية هو الصوتُ والنار التي تلمع في السَّحاب، فإن كان الرعد والبرق اسمين لملَكٍ أو ملكين، فقد أُريد بما ذكر في هذه الآية صوتُهما وأثرهما، لا عينُهما.

وفي قصة المعراج من روايةِ ابن عباسٍ رضي اللَّه عنهما: قال عليه الصلاة والسلام: "ثم مررتُ على ملَكٍ يشبهُ الآدميَّ خَلْقًا، نصفُه من الثَّلج ونصفُه من النار، وسمعتُ تسبيحَه وهو يقول: سبحانَ الذي (١) ألَّف بين الثَّلجِ والنار، سبحان الذي يؤلِّفُ بين عباده المؤمنين، فقلت: يا جبريل! مَن هذا الملك؟ فقال: هذا ملكٌ خلقَه اللَّه تعالى بقدرته كما ترى، وكَّله (٢) على السَّحاب يَسُوقه من موضعٍ إلى موضعٍ، واسمُه: رعد، ومنه الرعدُ والبرق" (٣).


(١) في (ر): "سبحان من".
(٢) في (أ): "كما تراه ووكله".
(٣) لم أجده بهذا السياق، وورد بعضه -لكن دون محل الشاهد- في حديث طويل جدًا عن ابن عباس في المعراج رواه ابن حبان في "المجروحين" (٣/ ١١)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (٢/ ٢١٠)، مقتصرَين على أوله، وذكره بتمامه السيوطي في "اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة" (١/ ٦٢)، وابن عراق في "تنزيه الشريعة" (١/ ١٥٥)، وفيه: ". . . ثم مررت بخلق عجيب من العجب، رأيت ملكا من الملائكة نصف جسده مما يلي رأسه ثلج والآخر مكون نارا، ما بينهما رتق، فلا النار تذيب الثلج ولا الثلج يطفئ النار، وهو قائم ينادي بصوت له رفيع جدًا: سبحان ربي الذى كفَّ برد هذا الثلج فلا يطفئ حر هذه النار، سبحان ربي الذى كفَّ حر هذه النار فلا تذيب هذا الثلج، اللهم مؤلفا بين الثلج والنار ألف بين قلوب عبادك المؤمنين، فقلت: من هذا يا جبريل؟ فقال: هذا ملك من الملائكة وكله اللَّه بأكناف السموات وأطراف الأرضين، وهو من أنصح =