قوله تعالى:{نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ} ظاهره: ثم قلبوا على رؤوسهم فصارت رؤوسهم سفلًا وأرجلهم عُلْوًا، وله معانٍ:
أحدها: القهر والغلبة والذلُّ حيث لزمتهم الحجة.
والثاني: انعكاس الأمر عليهم، أرادوا أن يحتجوا لأنفسهم فصار ذلك حجةَ إبراهيم عليهم، قالوا:{لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ} وهذا على قصدهم ردَّ كلامه وأمرِه بالسؤال، فصار ذلك اعترافًا بعجزها، فصارت حجةَ إبراهيم عليهم.
والثالث: التحيُّر (١) والتكلُّم بالهذيان، يقال: هذا كلام منكوس.
وقيل: معنى قوله: {ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ}؛ أي: ثم رُدُّوا إلى رؤوسِ أمورهم من الجهالة والضلالة والبَطالة.