{إِذْ نَادَى}؛ أي: دعا ربَّه، كما قال:{فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ}[القمر: ١٠] وسائرِ ما ذكر من دعائه {مِنْ قَبْلُ}؛ أي: كان هو قبل إبراهيم وإسحاق ويعقوب ولوطٍ.
وقوله تعالى:{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ}: أي: دعاءَه {فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ}؛ أي: المؤمنين به من ولده وقومه.
وقوله تعالى:{مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ}: أي: الغمِّ الذي يأخذ بالنَّفَس.
وقيل: الغرق، وهو هاهنا الطوفان.
وقيل: هو أذى قومه.
وقوله تعالى:{وَنَصَرْنَاهُ}: أي: منعناه {مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} وهم كفار قومه؛ أي: من شرِّهم، وكذلك قولُه:{مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ}[هود: ٣٠]: مَن ينصرنا من بأس اللَّه.
وقيل: أي: فانتقمنا له {مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا}.
وقال أبو عبيدة: وأعنَّاه على القوم.
قوله تعالى:{إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ}: وفي هذا كلِّه تسليةٌ للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وتبشيرٌ له بالخلاص، وتثبيتٌ على الصبر.