للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٣٠ - ٣١) - {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَامُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٣٠) وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَامُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ}.

{فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ}: أي: جانبه الأيمنِ، نعتٌ للشاطئ، وهو عن يمين المتوجِّه إليه.

{فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ}: أي: في القطعة المفرَدة من ذلك الوادي، و {الْمُبَارَكَةِ} صفتُها على ما مر في قوله تعالى: {أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّار} [النمل: ٨]، والوادي هو الوادي المقدسُ طُوى.

{مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَامُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٣٠) وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ}: أي: ونودي: {وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ}.

{فَلَمَّا رَآهَا}: أي: فألقاها -وهذا مضمر- فلما رآها {تَهْتَزُّ}؛ أي: تتحرك {كَأَنَّهَا جَانٌّ}؛ أي: حية خفيفة في سعيها، وهي تعبانٌ عظيمةٌ في جثَّتها {وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ}؛ أي: لم يرجع.

{يَامُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ}: أي: قيل له: يا موسى لا تخَفْ مِن الذي تهرب منه {إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ} مما تخاف.

* * *

(٣٢) - {اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ}.

{اسْلُكْ يَدَكَ}: أي: أدخلها {فِي جَيْبِكَ}؛ أي: في جيب قميصك {تَخْرُجْ بَيْضَاءَ}: متلألئةً لها شعاعٌ {مِنْ غَيْرِ سُوءٍ}؛ أي: آفةٍ من البرص ونحوه.