للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ}: أي: يدك، واليدان للآدمي كالجناحين للطير.

وقيل: كان بسَطَها اتقاءً عن الحية، فقيل له: ضُمَّها ولا تفتحها (١).

وقال الضحاك والفرَّاء: {جَنَاحَكَ}؛ أي: عصاك (٢).

وقيل: أي: اضمُمْ يدك إلى صدرك تسكينًا للقلب.

وقيل: أي: تعظيمًا للرب، فإنه من الخشوع والتواضع.

قوله: {مِنَ الرَّهْبِ}: قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع: {من الرَّهَب} بفتح الراء والهاء، وقرأ ابنُ عامرٍ وعاصمٌ في رواية أبي بكرٍ وحمزةُ والكسائيُّ بضم الراء وجزمِ الهاء، وروى حفصٌ عن عاصم بفتح الراء وجزمِ الهاء (٣)، وهي لغاتٌ في الرَّهب (٤).

وقيل: هو متَّصل بقوله: {إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ}.

وقيل: الرهب: الكُمُّ بلغة بني حنيفة، حكاه مقاتلُ بن سليمان (٥).

{فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ}: قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بالتشديد، وذلك للتأكيد، والباقون بالتخفيف (٦).


(١) في (أ) و (ف): "تخفها".
(٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٢/ ٣٠٦).
(٣) انظر: "السبعة" (ص: ٤٩٣)، و"التيسير" (ص: ١٧١). قال ابن مجاهد: (وروى هُبَيْرَة عن حفص عن عاصم: (من الرَّهَب) بفتح الرَّاء والهاء وهو غلط).
(٤) في (أ): "قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وأبو جعفر وسهل ويعقوب والخزاز عن هبيرة عن حفص من الرهب بفتح الراء والهاء وروى حفص عن الخزاز عن عاصم بفتح الراء وجزم الهاء وقرأ الباقون بضم الراء وجزم الهاء وهي لغات في الرهب".
(٥) ذكره عن مقاتل الأزهري في "تهذيب اللغة" (٦/ ١٥٦)، ولفظه: (الرَّهَب كمُّ مِدْرعته).
(٦) انظر: "السبعة" (ص: ٤٩٣)، و"التيسير" (ص: ١٧١). وقراءة يعقوب من رواية رويس عنه. انظر: "النشر" (٢/ ٢٤٨).