{لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى}: لِتُخَوِّفَ أهلَ مكَّةَ التي هي أصْلُ كلِّ بَلْدةٍ، فإنَّ الأرضَ منها دُحِيَتْ.
{وَمَنْ حَوْلَهَا}: مِن بلاد العرب؛ لِيكونوا أعوانًا لكَ على غيرهم.
وقيل: سُمِّيَتْ أمَّ القرى لأنها أجلُّها شَأْنًا؛ لِكون الكعبةِ فيها، ومناسكِ الحجِّ.
ويُقال للقصيدة المُختارة: هذه مِن أُمَّهاتِ قصائدِ فلانٍ، وعِظامُ المسائل تُدعى: أُمَّهاتِ المسائل؛ لكونها أصولًا لأحكامٍ مُرَتَّبةٍ عليها مُتَشعِّبَةٍ منها.
وقولُه تعالى:{وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ}: أي: ولِتُخَوِّفَ بيوم القيامة الذي هو يومُ جَمْعِ الخلائق مِن الأوَّلين والآخِرين للحساب والجزاء.
{لَا رَيْبَ فِيهِ}: أي: لا شَكَّ في كونه ومجيئه.
{فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ}: أي: وإذا جُمِعوا ليوم الحساب، فمنهم فريقٌ يدخُلون الجنة، وهم الذين خافوا بتخويفِكَ فآمَنوا، ومنهم فريقٌ يدخُلون النار، وهم الذين لم يُجيبوكَ وكذَّبوكَ.