للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}: أي: والواضعون الأمرَ غيرَ موضعِه، والظالمون أنفسَهم الذين علِمَ منهم اختيارَ الضَّلالِ، يُضِلُّهم ويجعلُهم بذلك مِن أهل النار، فما لهم أحدٌ يتولَّى أمورَهم فيُعينَهم، ولا مَن ينصرُهم فيدفعَ العذابَ عنهم.

* * *

(٩) - {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

وقولُه تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ}: قيل: {أَمِ} بمعنى ألف الاستفهام، وهو للتَّوْبيخ.

وقيل: ألفُ الاستفهام مُقَدَّرةٌ أوَّلًا، وهذا عطفٌ على ذلك بـ (أم)؛ كأنه قال: قد عرَّفْناهم أنَّ الظالمين لا وليَّ لهم، أفيؤمنون بهذا أم قد اتَّخذوا عند أنفسهم أولياءَ مِن دونه يمنعونهم مِن عذاب اللَّه؟! وليس كذلك، فاللَّهُ هو الوليُّ يومئذٍ لا ولايةَ لغيره، قال تعالى: {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} [الانفطار: ١٩].

{وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتَى}: يومَ القيامة للحساب والجَزاء.

{وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}: مِن التَّنْعيم والتَّعْذيب وغيرِ ذلك.

* * *

(١٠) - {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.

{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ}: أي: اليومَ مِن أَمْرِ الدِّين يا معاشرَ المسلمين والمشركين.

{فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ}: يومَ الدِّين، فإنه يَفْصِلُ (١) بالجزاء بين المختلِفِين.


(١) في (ر): "يقبل"، وفي (ف): "قائم يفصل".