للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الدنيا، حتى أدَّاه ذلك إلى أكل السُّحْتِ وتحريف الكلِمِ، لم يكن له في الآخرة نصيبٌ، ومَن طلَبَ بذلك ما عند اللَّه، وأقامَ شرائعَ الكتابِ، وبيَّنَ للناس أحكامَه، أجزَلَ اللَّهُ تعالى إكرامَه.

قال القُتَبيُّ: الحَرْثُ: هو الكَسْبُ (١).

قال عبد اللَّه بن عمرو بن العاص: احرِثْ لدُنياكَ كأنك تعيشُ أبدًا، واعملْ (٢) لآخرتكَ كأنك تموت غدًا (٣).

* * *

(٢١) - {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.

وقولُه تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ}: {أَمْ} بمعنى ألف الاستفهام، وهي للتَّوبيخ.

أي: ألهؤلاء المشركين شركاءُ -أي: آلهةٌ- شرَعوا لهم الشرك الذي لم يأذنِ اللَّهُ تعالى به؟!


(١) انظر: "غريب القرآن" (ص: ٣٩٢)، و"غريب الحديث" (١/ ٢٨٦) كلاهما لابن قتيبة.
(٢) في (أ) و (ف): "واحرث".
(٣) رواه عنه بهذا اللفظ ابن قتيبة في "غريب الحديث" (ص: ٢٨٦)، و"عيون الأخبار" (١/ ٣٥١)، والحارث في "مسنده - زوائد الهيثمي" (١٠٩٣).
ورواه ابن المبارك في "الزهد" (١٣٣٤)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٣٦٠٣) وفي "السنن الكبرى" (٤٧٤٤) عن ابن عمرو رضي اللَّه عنه، بلفظ: واعمل عمل امرئ يظن أن لا يموت إلا هرمًا، واحذر حذر امرئ يخشى أن يموت غدًا.
والأثر ضعفه السخاوي في "الأجوبة المرضية" (ص: ١٢)، والمناوي في "فيض القدير" (٢/ ١٢).