للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}: فلا يُعاقِبُ عليه في الدنيا.

وقال الحسن: لما نزلَتْ هذه الآية قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "والذي نفْسُ محمدٍ بيده، ما مِن خَدْشِ عُودٍ، ولا عَثْرَةِ قدَمٍ، ولا اختلاجِ عِرْقٍ، إلا بذنب، وما يعفو اللَّهُ عنه أكثر" (١).

وعن الحسن قال: هي الحدود في الدنيا (٢).

وقال الضحاك: أي: الشَّوْكةُ فما فوقها.

وقال السُّدِّي: الجَدْبُ وما تُصابون به في أنفسكم (٣).

وقال علي رضي اللَّه عنه: هي أرجى آيةٍ في القرآن (٤).

ورُوِيَ عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ما رواه الحسن، وزاد عليه في آخره: "وما عاقبَ اللَّهُ عبدَه في الدنيا بذنب فاللَّهُ أرحمُ مِن أنْ يُثَنِّيَ عليه عُقوبتَه في الآخرة، وما عفا اللَّهُ تعالى عن


(١) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٢٧٤٢)، وهناد في "الزهد" (٤٣١)، والثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٣١٩). وهو مرسل.
ورواه الطبري في "تفسيره" (٢٠/ ٥١٣)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٩٣٥٨) عن قتادة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو مرسل أيضًا. رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٢٧٤١) من طريق قتادة عن الحسن قال: (بلغنا أنه ليس من أحد. . .) فذكره.
(٢) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٢٧٤٠)، والطبري في "تفسيره" (٢٠/ ٥١٤).
(٣) لم أقف عليهما عن الضحاك والسدي.
(٤) ذكره السمرقندي في "تفسيره" (٣/ ٢٤٤)، والزمخشري في "الكشاف" (٤/ ٢٢٦).
وروى الإمام أحمد في "مسنده" (٦٤٩)، وأبو يعلى في "مسنده" (٤٥٣)، والدولابي في "الكنى والأسماء" (٢/ ٥٧٤)، والثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٣١٩) -ومن طريقه البغوي في "تفسيره" (٧/ ١٩٥) - عن علي رضي اللَّه عنه أنه قال: (ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب اللَّه تعالى حدثنا بها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}. . .) الحديث. قال =