وقولُه تعالى:{وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ}: أي: وذلك النَّعيم أيضًا للذين يَتَوَقَّوْنَ عن الذنوب الكثيرة والأعمال الفاحشة.
وقد ذكَرْنا الأقاويلَ في الكبائر في قوله:{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ}[النساء: ٣١].
وفسَّرْنا الفاحشةَ والفَحْشاءَ في قوله:{إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ}[البقرة: ١٦٩].
وظاهِرُ تفسيرِ الفاحشةِ: القبيحةُ.
وقيل: هي المُفْرِطةُ في القُبْح.
وفي الجَمْع بينهما هاهنا وجوه:
قيل: الفواحش فوق الكبائر.
وقيل: هما وَصْفان لعَظائم الذنوب، والعطفُ بالواو لِتَغايُرِ المعنيين والموصوفُ واحدٌ، كأنه قال: يجتنبون المعاصي وهي عظيمةٌ عند اللَّه تعالى في الوِزْرِ، وقَبيحةٌ في العقل والشَّرْع.