للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقولُه تعالى: {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ}: أي: وإذا غضِبوا بإيذاء أحَدٍ إياهم غفَروا لِمَن أغضَبَهم، وكظَموا غَيْظَهم.

وزيادةُ {هُمْ} في هذا الفعل إشارةٌ إلى أنهم يَعْفُون عنهم مِن عند أنفسهم مِن غير أنْ يحمِلَهم عليه شَفيعٌ أو سائلٌ.

* * *

(٣٨) - {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}.

وقولُه تعالى: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ}: وهذا مِن صفاتهم أيضًا؛ أي: أطاعوا اللَّهَ فيما أمرَهم به، وأجابوا إلى ما دَعاهم إليه.

{وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ}: أي: أداموا الصلاة في أوقاتها بشُروطها.

{وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}: أي: يتآلفون على نَصر الدِّين وإحياء الحقِّ، فيَتَّفِقون على التَّشاوُر في الأمور لِيَقعَ إمضاؤُها على اتِّفاقهم، فلا يختلفون ولا يتنازعون، وهو يرجِعُ إلى الآيات المتقدِّمة التي فيها الأمرُ بالتآلُفِ والنَّهْيُ عن التَّفَرُّقِ.

{وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}: في وُجوه الحقِّ فَرْضًا ونَفْلًا.

* * *

(٣٩) - {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ}.

وقولُه تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ}: قيل: إذا نالَهُمُ البَغْيُ مِن الكفار ينتصِرون بالجهاد؛ كما قال: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} الآية [الحج: ٣٩].

وقيل: هو في كلِّ ظالمٍ.

والانتصارُ: الانتِصافُ مِن غير مَزِيد، وهو مُطْلَقٌ.