للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال مجاهد رحمه اللَّه: هُم أهلُ فارسَ (١)، قاتلَهم عمرُ رضي اللَّه عنه.

وقال الحسن: هُم فارسُ والرُّومُ (٢).

ودلَّتِ الآيةُ على صحَّةِ خِلافة أبي بكر وعمر رضي اللَّه عنهما، حيث أوجبَ اللَّهُ تعالى طاعةَ مَن يَدْعو إلى قتال هؤلاء.

وقال ابن عباس وسعيد بن جُبير وعكرمة: هُم أهلُ حُنَينٍ وثَقيفٌ وهوازنُ (٣)، وعلى هذا تكون الدَّعوةُ إليه في حياة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أيضًا، وكان المُخَلَّفون ممنوعين عن خيبرَ، مَدْعُوِّين إلى قتال أهل حُنينٍ.

* * *

(١٧) - {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا}.

وقولُه تعالى: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ}: لَمَّا نزَلَ


(١) رواه الطبري في "تفسيره" (٢١/ ٢٦٦) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما وابن أبي ليلى والحسن ومجاهد وابن زيد، وهو أحد قولي مجاهد كما ذكر السمرقندي في "تفسيره" (٣/ ٣١٦)، والآخر: أنهم أهل الأوثان.
وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٤٦) عن مجاهد، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ٣٠٢) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما ومجاهد وعطاء.
(٢) رواه عنه الطبري في "تفسيره" (٢١/ ٢٦٦)، وذكره الماتريدي في "تفسيره" (٩/ ٣٠٤)، والسمرقندي في "تفسيره" (٣/ ٣١٦)، والثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٤٦).
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (٢١/ ٢٦٧) عن سعيد بن جبير وعكرمة وقتادة، ورواه الطبراني في "مسند الشاميين" (٤/ ٢٥) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما.
وذكره السمعاني في "تفسيره" (٥/ ١٩٨) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما من رواية الضحاك.