للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وعيدُ المُتَخَلِّفين عن الغزو، اهتَمَّ الزَّمْنى لذلك، فنزَلَ هذا في عُذْرِهم (١) عن التَّخَلُّف عنه لِعَجْزِهم.

وقولُه تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}: أي: في الجهاد وغيرِ ذلك.

{يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ}: أي: عن طاعة اللَّه ورسوله.

{يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا}: في الدنيا والآخرة.

* * *

(١٨) - {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}.

وقولُه تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}: وهي شجرةُ سَمُرَةٍ بالحُدَيْبِيَةِ.

ورُوِيَ: أنَّها عُمِّيَتْ عليهم مِن قابلٍ، فلم يَدْروا أين ذهبَتْ.

قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: أثنى اللَّهُ على الذين بايعوا رسولَه تحت الشجرة يومَ الحُدَيْبِيَةِ، وهي بيعةُ الرِّضْوان، وكانوا ألفًا وخمسَ مئةِ رجلٍ، وكانت الشجرةُ سمُرَةً، وأوَّلُ مَن بايعه أبو سنان الأسديُّ، بايعوه على ألَّا يفِرُّوا وعلى الموت (٢).


(١) في (ف): "لعذرهم" بدل من "في عذرهم".
(٢) رواه مختصرًا الطبري في "تفسيره" (٢١/ ٢٧٧)، وكونهم يومئذ ألفًا وخمس مئة رواه البخاري (٤١٥٣) ومسلم (١٨٥٦/ ٧٢ و ٧٣). وروي في الصحيحين أيضًا أنهم كانوا ألفًا وأربع مئة، رواه البخاري (٤١٥٤) ومسلم (١٨٥٦/ ٦٧). وروى مسلم (١٨٥٧) والبخاري تعليقًا (٤١٥٥) من حديث عبد اللَّه بن أبي أو في أنهم كانوا ألفًا وثلاث مئة.
قال الآلوسي في "روح المعاني" (٢٥/ ٢٧٢) بعد أن ذكر ما تقدم من روايات: وعند ابن أبي شيبة من حديث سلمة بن الأكوع أنهم كانوا ألفًا وسبع مئة، وجزم موسى بن عقبة بأنهم كانوا ألفًا وستَّ =