للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ}: قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: مِن صِدْق البَيْعة (١).

وقال مقاتل: مِن كراهية الصُّلْح (٢).

{فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ}: أي: الطُّمَأْنِينةَ على طاعة الرسول.

ورُوِيَ أنهم كانوا يُبايعون رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على الموت، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "بل على ما استطعتم" (٣).

وقيل: قال: "بل على أنْ لا تَفِرُّوا" (٤).

وقال سلَمةُ بنُ الأَكْوَع: بينا نحن قائلون، نادى مُنادِي رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: البيعةَ البيعةَ، نزلَ رُوحُ القُدُسِ، فثُرْنا إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو تحت شجرةِ سَمُرَةٍ، فبايعناه (٥).


= مئة، وحكى ابن سعد أنهم ألفٌ وخمسُ مئة وخمسة وعشرون.
قال: وجمع بين الروايات بأنها بناء على عد الجميع، أو ترك الأصاغر والأتباع والأوساط أو نحو ذلك، وأما قول ابن إسحاق: إنهم كانوا سبع مئة، فلم يوافقه أحد عليه؛ لأنه قاله استنباطًا من قول جابر: ننحر البدنة عن عشرة، وكانوا نحروا سبعين بدنة، وهذا لا يدل على أنهم ما كانوا نحروا غير البدن، مع أن بعضهم كأبي قتادة لم يكن أحرم أصلًا.
(١) ذكره عنه السمرقندي في "تفسيره" (٣/ ٣١٧)، والواحدي في "البسيط" (٢٠/ ٣٠٥).
(٢) انظر: "تفسير مقاتل" (٤/ ٧٣)، وذكره عنه السمرقندي في "تفسيره" (٣/ ٣١٧)، والماوردي في "النكت والعيون" (٥/ ٣١٦)، والواحدي في "البسيط" (٢٠/ ٣٠٥)، بلفظ: من الكراهية للبيعة على أن يقاتلوا ولا يفروا في أمر البيعة.
(٣) رواه البخاري (٧٢٠٢)، ومسلم (١٨٦٧) من حديث ابن عمر رضي اللَّه عنه.
ورواه الطبري في "تفسيره" (٢١/ ٢٧٥)، وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٤٧)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ٣٠٥) عن بكير بن الأشج.
(٤) تقدم تخريجه.
(٥) رواه عنه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (٣٦٨٥٢)، والطبري في "تفسيره" (٢١/ ٢٧٣).