للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقولُه تعالى: {لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا}: مِن الحكمة في تأخير الرُّؤيا إلى العام القابل، وهو ما مَرَّ.

{فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا}: فَتْحَ خيبرَ.

* * *

(٢٨) - {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}.

وقولُه تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى}: أي: بالتوحيد {وَدِينِ الْحَقِّ}؛ أي: بالإسلام {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ}؛ أي: لِيُعْلِيَه على الأديان كلِّها.

{وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}: أي: شاهِدًا على صِدْقِ رسولِه بإقامة حُجَجِه (١).

* * *

(٢٩) - {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}.

{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ}: مُبتدأٌ وخبرٌ، وهو وقفٌ تامٌّ، وما بعده مُبتدأٌ وخبَرٌ أيضًا.

وقال أبو حاتمٍ: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ}: مبتدأ، وما بعده معطوفٌ عليه، وخبَرٌ الكلِّ: {ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ} (٢).

{وَالَّذِينَ مَعَهُ}: أي: مِن الصحابة {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ}؛ أي: غِلاظٌ عليهم {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}؛ أي: عاطِفون على أهل الإسلام.


(١) في (ف): "الحجة".
(٢) انظر: "القطع والائتناف" للنحاس (ص: ٦٧٢).