١٣١ من ذريّة مدين بن إبراهيم، وجدّة شعيب ابنة لوط. وقال بعضهم: لم يكن شعيب من ذريّة إبراهيم وإنّما هو من ذريّة من آمن به إذ ألقي في النّار. وكان عربي اللسان، وكان شعيب ضرير البصر، وحدث بذلك ابن جبير في قول الله عزّ وجلّ: وَإِنَّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً
«١» . ويقال له خطيب الأنبياء بعثه الله إلى مدين وهم أصحاب الأيكة، وهم من ولد مدين بن إبراهيم. ومن ملوكهم أبو جاد «٢» وهوّز على تواليهما فكان ملكه مكّة وما يليها من الحجاز، وكان هوّز وحطّي ببلاد وجّ «٣» ، وهي الطائف وما اتّصل بها من أرض نجد، وكلمن وسعفص وقرشت «٤» ببلاد مصر. وفيما لحق بهم من عذاب الله يقول المنتصر بن المنذر [طويل]
ملوك بني حطّي وسعفص ذي الندى ... وهوّز أرباب البنية والحجر
هم ملكوا أرض الحجاز بأوجه ... كمثل شعاع الشمس أو صورة البدر
وهم قطنوا البيت الحرام وزيّنوا ... حضورا وسادوا بالمكارم والفخر «٥»
١٣٢ وقال ابن خرداذبه في تاريخه: كان شعيب ألثغ وعمّر مائة وأربعين سنة وتوفّي بمكّة ودفن عند المسجد الحرام حيال الحجر الأسود، وأوصى إلى موسى بن عمران صهره. وسلط الله عزّ وجلّ على قومه حرّا شديدا حتّى أخذ بأنفسهم، ثم بعث الله سبحانه وتعالى سحابة فوجدوا لها بردا، فلمّا صاروا