٤١٥ وصاحب الملتان الذي ذكرناه من ولد سامة بن لؤي، وهو ذو جيوش ومنعة، وهو ثغر من ثغور المسلمين الكبار، وأكثر أمواله من الصنم المعروف بالملتان يقصده الهند والسّند من أقصى بلادهم ينذرون الأموال وأنواع الجواهر والطيب ويحجّ إليه الألوف ويحمل إليه من العود القماري الذي يؤثّر فيه الختم كما يؤثّر في الشمع، يبلغ المنّ منه مائتي دينار. وهو إذا عجز عن غارة من ناوأه منهم هدّده بكسر الصنم فيكفّ عنه. فكان دخولي الملتان والملك أبو اللهاب «١» منبّه بن أسد القرشي.
حدّ بلاد السّند
٤١٦ حدّها من شرقها مكران وطوران والبدهة وشيء من بلاد الهند وبحر فارس في شرقي ذلك كلّه، وحدّها في غربيّها كرمان ومفازة سجستان وأعمالها، وفي الشمال منها بلاد الهند، وفي الجنوب مفازة ما بين مكران والقفص ومن ورائها بحر فارس. وإنّما وصلها بحر فارس بشرقي هذه البلاد وهو محيط بشرقيّها وجنوبها من وراء هذه المفازة من أجل أنّ البحر يمتدّ من صيمور على الشرق إلى تيز مكران، ثمّ ينعطف على هذه المفازة إلى أن يتقوّس على بلاد كرمان «٢» وفارس.