١٤١٦ ثمّ تسير منه يومين إلى ماء يقال له أغرف «١» آبار ملحة تردها أذوات لصنهاجة فتصلح عليه وتصحّ به، وكلّ ماء ملح فموافق للإبل. ثمّ تسير منه ثلاثة أيّام إلى موضع يقال له (أقر تندى «٢» تفسيره مجتمع الماء فيه أصناف كثيرة من الشجر وفيه الحناء والحبق. ثمّ تسير منه يوما في جبل يقال له)«٣» أزجونان «٤» يقطع فيه السودان. ثمّ تمشي يوما في رمال شجرة إلى ماء يقال له بئر واران ماؤها زعاق. ثمّ تمشي في أرض لصنهاجة كثيرة الماء من الآبار ثلاثة أيّام. ثمّ تسير منه إلى شرف عال مشرف على أودغست فيه طير كثير يشبه الحمام واليمام إلّا أنّه أصغر رؤوسا وأغلظ مناقر، وفيه أشجار الصمغ الّذي يجلب إلى الأندلس يصمغ «٥» بها الديباج، مرحلة. ثمّ إلى أودغست.
[[ذكر مدينة أودغست]]
١٤١٧ وهي مدينة كبيرة آهلة رملية يطلّ عليها جبل كبير موات لا ينبت شيئا، بها جامع ومساجد كثيرة آهلة في جميعها المعلّمون للقرآن، وحولها بساتين النخل، ويزدرعون فيها القمح بالفوس ويسقى بالدلاء يأكله ملوكهم وأهل اليسار منهم، وسائر أهلها يأكلون الذرّة، والمقاثي تجود عندهم. وبها شجيرات «٦» تين يسيرة ودوال يسيرة أيضا، وبها جنان حناء لها غلّة كبيرة، وبها آبار عذبة والغنم والبقر أكثر شيء عندهم، يشترى بالمثقال الواحد عشرة