١٥٢٦ وقد غزاها على غرّة (وقلّة عدد من أهلها)«١» وعدّة أهل غاليش والروذمانون، وكان عليهم رئيس يسمّى البيطين وكان في عسكره نحو أربعين ألف فارس، فحاصرها أربعين يوما حتّى افتتحها، وذلك سنة ستّ وخمسين وأربعمائة. فقتلوا عامّة رجالها وسبوا فيها من ذراري المسلمين ونسائهم ما لا يحصى كثرة «٢» . ويذكر أنّهم اختاروا من أبكار جواري «٣» المسلمين وأهل الحسن منهنّ «٤» خمسة آلاف جارية وأهدوهنّ إلى صاحب القسطنطينية وأصابوا فيها من الأموال والأمتعة ما يعجز عن وصفه. وفتحها بعد ذلك أحمد (بن سليمان)«٥» بن هود صاحب سرقسطة مع أهل الثغور واستنجد «٦» بحلفائه من رؤساء الأندلس [ونهد إليها في جمع كثيف ذوي جدّ وحدّ، ففتحها الله عزّ وجلّ على يديه عنوة، فقتل المقاتلة وسبى النساء والذرية]«٧» وأدخل منها سرقسطة نحو خمسة آلاف سبية ونحو ألف فرس وألف درع وأموالا كثيرة وثيابا جليلة. وكان افتتاحه لها لثمان خلون من جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وأربعمائة. ومنذ ذلك تسمّى أحمد بن سليمان المقتدر بالله.
ولبربشتر حصون ...
[[ذكر مدينة برشلونة]]
١٥٢٧ وأمّا مدينة برشلونة فهي من القسم الثالث من الأندلس مسوّرة على ساحل