٥٤١ وبلاد الواحات بين مصر والإسكندرية وصعيد مصر وأرض الأحابيش «١» من النوبة وغيرهم، وصاحبها سنة ثلاثمائة واثنتين وثلاثين رجل اسمه عبد الملك بن مروان، رجل من لواتة مرواني المذهب، ويركب في ألوف من النّاس خيلا ونجبا، وبينه وبين عمائر الحبش ستّة أيّام.
وهو بلد قائم بنفسه غير متّصل بغيره ولا مفتقر إلى سواه، وهذه الأرض أرض خصبة راخية ولها عيون حامضة الطعم تستعمل كما يستعمل الخلّ، وعيون مختلفة الطعوم: المرّ والقابض والحرّيف والملح، ولكلّ نوع منها منفعة وخاصّية.
[ذكر الصقالب]
٥٤٢ الصقالب من ولد ماذاي «٢» بن يافث، ومساكنهم من الشّمال إلى أن تتّصل بالمغرب. وقال إبراهيم بن يعقوب الإسرائيلي: بلاد الصقالب متّصلة من البحر الشّامي إلى البحر المحيط إلى الشمال، فتغلّب قبائل الجوف على بعضها وسكنوا حتّى الآن فيما بينهم، وهم أجناس كثيرة مختلفة. وقد كانوا فيما سلف يجمعهم ملك سمته ماخا، وكان من جنس منهم يدعى وليتابا «٣» وهذا الجنس معظّم فيهم، ثمّ اختلفت كلمتهم فزال نظامهم وتحزّبت أجناسهم وملّك كلّ جنس منهم ملك. وملوكهم الآن أربعة: ملك البلغارين «٤»