٦٠٢ أقام جذيمة ملكا أزمان ملوك الطوائف «١» خمسا وتسعين سنة وفي ملك السّاسانيّة ثلاثا وعشرين سنة، وكان سكنه بالمضيق «٢» بين بلاد الخانوقة وقرقسية «٣» وكان يكنّى بأبي مالك، وفيه يقول سويد «٤» بن أبي كاهل [رمل] :
إن أذق حتفي فقبلي ذاقه ... طسم عاد وجديس ذو الشّنع «٥»
وأبو مالك الكهل «٦» الّذي ... قتلته بنت عمرو بالخدع
يعني الزّبّاء ابنة عمرو من بني سميدع بن هوبر، وكان ملكا على مشارق الشام من قبل قيصر. قال: وكان على الحيرة ثمّ ملكته بعد أبيها.
٦٠٣ وأمّا تزويجه لأخته من عدي بن نصر بن ربيعة بن مالك بن خثعم بن نمارة بن لخم، ويقال عمرو بن عدي بن نصر بن السّاطرون بن أسيطرون «٧» ملوك الحضر، ثمّ النصريين «٨» ، صحّ من السّفر الثاني، فإنّ أخته رقاش تعشّقته فقالت له: يا عدي إذا سقيت القوم فامزج لهم وصرّح لأخي «٩» ، فإذا انتشى فاخطبني إليه، ففعل ذلك وزوّجه، فأشهد عليه وانصرف الغلام [إليها فأنبأها]«١٠» فقالت له: عرّس بأهلك، ففعل. فلمّا أصبح غدا جذيمة، وهو مضمّخ بالخلوق، فقال له جذيمة: ما هذه الآثار يا عدي؟