ثمّ قال: يا ربيع إنّ هذه العامّة تجمعها الكلمة وترأسها «١» السفلة، فلا أرينّك معرضا عنها، فإنّ إصلاحها يسير وإصلاحها بعد فسادها عسير فاجمعها بالرهبة واملأ قلوبها «٢» بالهيبة وما استطعت من الرفق بها وإحسان إليها فافعل «٣» .
ذكر خواصّ أرض فارس
٧٣٨ منها كورة سابور برستاق يعرف بالعردحان بئر «٤» بين جبلين يخرج منها دخان فيتعالى كثيرا ولا يمكن أحد أن يقربها، فإذا طار عليها طائر سقط فيها ويرى «٥» احتراقه قبل أن يغيب فيها. وفي بعض كور أرجان في نواحي صاهك بئر لا قعر لها، وبناحية كان فيروز بالقرية المعروفة بالورجان «٦» كهف بين جبال شاهقة فيه جزر «٧» على قدر العضادة (؟) الكبيرة يقطر فيه من أعلى ذلك الكهف ماء. وزعم قوم أنّ له طلسما، فإن دخل ذلك الكهف رجل أحد «٨» أخرج من الماء ما يكفيه، وإن دخله ألف رجل أو أكثر «٩» أخرجوا من ذلك الجزر ما يكفيهم، (وكان بالفارسية المعدن)«١٠» . وبناحية دار بن بهرام ماء عذب حسن القوام واللون (بنهر الحسين)«١١» يشرب منه ويسقي الأرض «١٢» ، فإذا غمست فيه الثياب خضّرها.
وبكورة أردشير شيراز «١٣» عين ماء يشرب لتشفية الجوف (كما يشرب الدواء)«١٤» ، فإن شرب منه قدحا أقام له مجلسا، وإن زاد فلكلّ قدح مجلس.