لا يكثرت ولا يبرح، ثمّ وثب من المشعل بعد حين يمشي لم يربه ريب. وأخبر قوم من أهل إفريقية أنّهم سمعوا خبر هذا الطائر بمدينة قابس، والله أعلم بحقيقة ذلك.
١١١٦ وعلى مقربة من قابس جزيرة جربة فيها بساتين كثيرة وزيتون كثير، وأهلها مفسدون في البرّ والبحر وهم خوارج، وبينها وبين البرّ الكبير مجاز. وقال حنش بن عبد الله الصنعاني: غزونا مع رويفع بن ثابت الأنصاري المغرب، فافتتح قرية من قرى المغرب يقال لها جربة فقام فينا خطيبا فقال: أيّها الناس لا أقول فيكم «١» إلّا ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول فينا يوم خيبر، قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: لا يحلّ لامرىء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقي ما زرع غيره، يعني إتيان الحبالى من السّبي.
[الطريق من مدينة قابس إلى سفاقس]
١١١٧ من مدينة قابس إلى عين الزيتونة، وهي عين جارية على بحر ميّت عليها مرصد لجابي إفريقية، وهي عين مذكورة «٢» في كتب حدثان إفريقية. قال ابن أعقب في أرجوزته الّتي يذكر فيها وقائع إفريقية:
عند حلول الجيش بالزيتونة ... تكون هناك الوقعة الملعونة
ومن عين الزيتونة إلى تاورقى، وهو منزل عامر في طرف ساحل الزيتونة «٣» ، ومن هناك إلى غافق وهو بلد معمور، ومنه إلى مدينة سفاقس