المعروف بالبوري، فيرسلها في البحيرة ثمّ يتبعها بشبكته فيخرج العدّة الّتي اتّفقوا عليها لا يكاد يخطئ. وعلى مقربة من هذه البحيرة بحيرتان إحداهما حلوة والأخرى ملحة، فيصبّ كلّ واحدة منهما في الأخرى نصف العام على السواء ولا يتغيّر لواحدة منهما طعم.
١٢١١ وبغربي مدينة بونة بركة وبين بونة مسيرة يوم طولها ثلاثة أميال في مثلها، وفيها سمك جليل وفيها الطائر المعروف بالكيكل يعشّش على ماء تلك البحيرة ويفرخ (فيها، فإذا أحسّ بحيوان في البرّ دفع عشّ فراخه قدّامه)«١» إلى وسط البركة، وهو الطير الّذي يسمّى بمصر بالخواص. ويصنع من جلوده الفراء «٢» ويباع بأثمان الغالية.
[الطريق من قلعة أبي طويل إلى مدينة تنس]
١٢١٢ يخرج من العقلة إلى مدينة المسيلة، وهي مدينة جليلة على نهر يسمّى بنهر سهر «٣» ، أسّسها أبو القاسم إسماعيل بن عبيد الله سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وكان المتولّي لبنائها علي بن حمدون بن سماك بن مسعود بن منصور الجذامي المعروف بابن الأندلسي «٤» ، واستعمله علهيا فلم يزل عليها «٥» إلى أن هلك في فتنة أبي يزيد، وبقي ابنه جعفر فيها وصار أميرا على الزاب كلّه إلى