٧٢٠ ثمّ إنّ القوم استأذنوا عمر رضه في بنيان القصب فقال: العسكر أجدّ لحربكم وأذكى لكم، وما أحبّ أن أخالفكم وما القصب؟ قالوا: العنقر إذا روى أخصب فصار قصبا. قال: فشأنكم. فابتنى أهل المصرين بالقصب، ثمّ إنّ الحريق وقع بالكوفة والبصرة وكان أشدّهما حريقا الكوفة، احترق فيها ثمانون عريشا «١» ولم يبق فيها قصبة. فبعث سعد إلى عمر منهم نفرا يستأذنونه في البناء باللبن ويخبرونه عن الحريق، فأذن لهم وقال: ولا يزيدنّ أحدكم على ثلاثة أبيات ولا تطاولوا في البنيان وألزموا السنّة تلزمكم الدولة. وعهد عمر إلى الناس وتقدّم إلى الوفد أن لا يرفعوا بنيانا فوق القدر.
قالوا: وما القدر؟ قال: ما لا يقربكم من السرف ولا يخرجكم عن القصد. فكان على تنزّل الكوفة أبو الهياج بن مالك «٢» وعلى تنزّل البصرة أبو الجرباء عاصم بن الدّلف.
٧٢١ وكتب عمر أن يكون الطريق أربعين ذراعا وما بين ذلك عشرين، والأزقّة سبع أذرع وليس دون ذلك شيء، والقطائع ستّين ذراعا. فاجتمع أهل الرأي في التقدير «٣» حتّى إذا أجمعوا على شيء قسم أبو الهياج عليه. فأوّل شيء خطّ بالكوفة المسجد، فوضع في موضع التّمارين من السّوق. ثمّ قام رجل في وسطه رام شديد النزع، فرمى عن يمينه وعن يساره وبين يديه ومن خلفه، وأمر من شاء أن يبني وراء «٤» موقع السهام وترك المسجد في مربّعة غلوتين في غلوتين وبنى في مقدّمته (ظلّة من)«٥» مائتي «٦» ذراع على