١٣٣٧ وفاس هي دار مملكة بني إدريس بن عبد الله بن حسن «١» بن حسن بن علي بن أبي طالب رضه. وكان نزول إدريس عند دخوله المغرب بوليلي «٢» ، (وهي طنجة بالبربرية، وذكر محمّد أن وليلي على مسافة يوم من فاس وفيها مات إدريس بن إدريس، فهذه غير طنجة)«٣» . وهي بغربي مدينة فاس مدينة عظيمة أوّلية. فنزل على إسحاق بن محمّد بن عبد الحميد الأوربي المعتزلي فتابعه «٤» على مذهبه، وذلك في سنة اثنتين وسبعين ومائة «٥» .
وخرج إلى ما سنة في شعبان سنة ثلاث وسبعين ومائة «٦» وخرج أيضا إلى تازى، وهو موضع من أعمال بني العافية يوجد في جبل منه الذهب وهو أعتق الذهب وأجوده، وكان خروجه إليها في جمادى الآخرة سنة أربع وسبعين ومائة «٧» ، ومات بوليلي.
١٣٣٨ وذكر أبو الحسن علي بن محمّد بن سليمان النوفلي عن أبيه وغيره في خروج إدريس إلى أرض المغرب غير ما ذكره المؤرّخون، قال إنّ إدريس بن عبد الله انهزم فيمن انهزم من وقعة حسين صاحب فخّ، وكانت وقعة فخّ يوم السبت يوم الترويه سنة تسع وستّين ومائة «٨» ، فاستتر مدّة وألحّ السلطان في طلبه. فخرج به راشد مولاه «٩» وكان عاقلا شجاعا أيّدا ذا حزم ولطف في جملة الحاجّ منحاشا عن الناس بعد أن غيّر زيّه وألبسه مدرعة «١٠» وعمامة