أسلح على كلّ فاسيّ مررت به ... في العدوتين معا لا تبقين «١» أحدا
قوم غذوا اللؤم حتّى قال قائلهم ... من لا يكون لئيما لم يعش رغدا
١٣٣٥ ومدّهم يسع من الطعام ثمانين أوقية، ومديهم يسمّونه اللوح وفيه من هذا المدّ مائة وعشرون مدّا، وجميع المأكولات من الزيت والعسل واللبن والزبيب يباع عندهم بالأواق. وحواليها من قبائل البربر ترهنة «٢» ومغيلة وأوربة وصدينة وهوارة ومكناسة وزواغة.
١٣٣٦ ولمّا وصل موسى بن نصير إلى طنجة مال عياض بن عقبة إلى قلعة يقال لها سقوما على مقربة من فاس ومال معه سليمان بن أبي المهاجر وسألا موسى الرجوع معهما، فأبى وقال: هؤلاء قوم في الطاعة. فأغلظا له القول حتّى رجع فقاتل أهل سقوما، فكان لهم على العرب ظهور. ثمّ تسوّر عليهم عياض بن عقبة من خلفهم في قلعتهم، فانهزم القوم واشتدّ القتل فيهم فبادوا وقلّت أوربة إلى اليوم. فذكر ابن أبي حسان أنّ موسى لمّا افتتح سقوما كتب إلى الوليد بن عبد الملك: أنّه صار إليك يا أمير المؤمنين من سبي سقوما مائة ألف رأس. فكتب إليه الوليد: ويحك أظنّها من بعض كذباتك، فإن كنت صادقا فهذا محشر الأمم.